تبنى كثيرا من المخرجين نهج اعادة التشخيص في أفلامهم لأسباب مختلفة. بينما يشير ذلك النهج للحقيقة، يطرح للمُشاهد رواية عنها فقط. في كتبه عن صناعة الأفلام الوثائقيه، يشرح ناقد الأفلام الأمريكي بل نيكولز، النوع الانعكاسي من الأفلام الوثائقية، كنوع يهدف الى عرض بِناءا للحقيقة، وليست الحقيقة نفسها. يناقش نيكولز هذه الممارسة في انتاج الأفلام الوثائقية كممارسة تعترف بوجود مناظير متعددة، من خلال تحريك النقاش عن ملكية القصة. في هذا البرنامج، سنقوم بعرض اجزاء من فيلم "لاكميون" (٢٠٠٠). يقوم المخرج البريطاني بيتر واتكنز، خلال الفيلم، بتوظيف مُمثلين غير محترفين لإعادة تجسيد الصراع التاريخي في كميونة باريس في ١٨٧١. يجري التصوير في مخزن خالي في ضواحي باريس. لم يكن أغلب المؤديون على دراية كافية بالاحداث التاريخية، ولكن تم تشجيعهم على القيام ببحث شخصي و على الارتجال. مستطلعة الحاضر عن طريق استرجاع الماضي، تعتبر اعادة التشخيص أداة لصنع حكاية مؤداة للتواريخ المستحضرة من خلال تحويل حدث ما الى خبرة ملموسة ونفسية، بشكل يذيب المسافة بين الحاضر والماضي.
أستاذ علم الانسان (الأنثروبولوجي) ومخرج الافلام المستقلة مارك وستمورلاند سينخرط في نقاش مع المخرجين ياسمينة متولي وفيليب رزق، تركيزا علي فيلم بيتر واتكنز "لاكميون" (٢٠٠٠) و "الساعة العالمية: مقاومة بيتر واتكنز" (٢٠٠١) للمخرج جوف بويي. سيتم عرض "لاكميون" كاملا بترجمة ضوئية عربية وانجليزية يوم ٢٤ مارس.
هذه الفعالية هى جزء من "كيف تؤدي: عن المسارح والحكاة"، نهاية لثلاث سنوات من البرامج في بيروت. "كيف تؤدي" يَتتبَع مجموعة من نقاط المماس، تنطلق من مراجع متولي ورزق والتي تتراوح من الاعمال السينمائية الكلاسيكية، الى الممارسات الحالية للنشطاء، والفنانين، والباحثين في مصر وأماكن اخرى.
السير الذاتية:
مارك وستمورلاند
أستاذ علم الأنسان (الأنثروبولوجي) ومخرج وثائقي. تدور اهتمامته البحثية حول التحري عن ممارسات الفنون البصرية في أعقاب الحرب الأهلية اللبنانية. يستكشف وستمورلاند الامكانيات المتاحة نتيجة لتقاطع الحدود المعرفية بين النهج الأنثروبولوجي والفني للبحث الاجتماعي.
ياسمينة متولي
فنانة بصرية ومخرجة مقيمة في القاهرة. شاركت في تأسيس مشروع ٨٧٨٤ وعضو مؤسس بتعاونية مُصرين الاعلامية. درست فن الرسم في بوزنان. تهتم متولي بنقاط التقاطع والتقاسم بين الصورة، والفيديو، وصناعة الأفلام الوثائقية. شاركت متولى بحملة لا للمحاكمات العسكرية منذ ٢٠١١. أعمال متولي عُرضت وقُدمت في معارض وساحات عالمية مثل: تاونهاوس غاليري بالقاهرة، مصر (٢٠١٠)، كايرو دوكيومنتا (٢٠١٠/٢٠١٢)، اي اف اف ار (٢٠١٢)، ومنتدى مهرجان برلين السينمائي الدولي (٢٠١٤).
فيليب رزق
مخرج وكاتب مقيم في القاهرة، مصر. درس الفلسفة وعلم الأنسان (الأنثروبولوجي) و يعمل في مجال الفيديو منذ ٢٠٠٩. أول افلامه هو "حياة فلسطينية قصيرة" (٢٠٠٩). في ٢٠١٠ أكمل رزق سلسة الأفلام القصيرة "شتورم"، والتي تستكشف الدمار في المناطق الزراعية والصناعية في مصر. سويا مع ياسمينة متولي، أسس تعاونية انتفاضات انتفاضات في ٢٠١١، منتجين سلسة من الفيديوهات "تعليقا على ٢٥ يناير". أصبح رزق عضوا في تعاونية مُصرين الاعلامية منذ ٢٠١١. فيلم "أرض بلا" لمتولي ورزق هو في مرحلة ما بعد الانتاج طويلة الأمد. نشرت كتابات رزق في العديد من الاصدارات والمجلات المتخصصة، مجلة الجغرافية الانسانية، وموقعي جدلية.كوم ورورماج.اورغ.
محتوى الفيلم:
لاكميون(٢٠٠٠)
٣٤٥ دقيقة، لغة فرنسية، أبيض وأسود
أخرجه المخرج والناقد الفرنسي المعروف بيتر واتكنز. ست ساعات هي مدة الفيلم الذي ينظر الى كميونة باريس في ١٨٧١. بعد الهزيمة المذلة للقوات الفرنسية في الحرب مع بروسيا، انهار حكم نابوليون الثالث نتيجة لتحريض الجماهير. بينما حاول النظام الجديد تحت حكومة الدفاع الوطني دعم القوة. استحوذت مجموعة من العوام على السلطة لأنفسهم وقاموا بانشاء كميونة باريس، كحكومة مستقلة عن الدولة تعمل بفكر ماركسي. قامت القوات الفرنسية بقمع الكميونة في فعل لم يكن من الممكن تجنبه. يقوم واتكنز في معالجته الدرامية بمزج الحاضر مع الماضي -- واضعا اسلوب التقارير الاخبارية المعاصرة جنبا الى جنب الحقائق التاريخية. عرض الفيلم في ٢٠٠١ في مهرجان تورنتو السينمائي. تم تصوير "لاكميون" في يوليو ١٩٩٩ في مصنع مهجور على حدود باريس الشرقية. تم انشاء المصنع فوق أرض الموقع السابق لاستديوهات رائد السينما الفرنسية، جورج ميلييس (١٨٦١-١٩٣٨)